خصوصية التقنية والعالم الافتراضي
الكثير يظن بأن الإستخدام لأجهزة غير ذكية او الدخول الى شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية و مستعارة يسمح لهم بالتخفي عن الجميع وبالتالي يمكن نشر ما يحلوا لهم دون مسؤولية او مراقبة،
للخصوصية انواع واقسام تحتاج الى الكثير من الشرح والتفصيل،
سوف نعرض بعض اقسام الخصوصية المتعلقة بالتقنية
(الخصوصية بين المستخدم والأجهزة)
في عصرنا هذا قله قليلة من هم لا يملكون اجهزة ذكية وانترنت ولكن حتى من لا يمتلك هذه التقنية واقتصر على استخدام الاجهزه البدائية مثل اجهزة (نوكيا كشاف وامثاله) لا يتمتعوا بالخصوصية الكافية وذلك لانهم وبمجرد ادخال الشريحة الخاصة بهم في الجهاز سوف يرتبط رقم الهاتف برقم (الهوية الدولية للأجهزة المتنقلة) والمعروف بأختصار (IMEI) وبهذا الربط يمكن لشركات الاتصالات وشركائها الاطلاع على جميع المكالمات والرسائل بل يمكنهم معرفة اماكن تواجدك حتى بعد اخراج الشريحة من الجهاز،
هذا على صعيد الاجهزة البدائية اما الاجهزه الذكية والانترنت فالمشكلة اضعاف ما ذُكر،
ويأتي تفصيلها في الاقسام التالية.
(الخصوصية بين المستخدم والانترنت)
بصفة عامة يعتبر الدخول لشبكة الانترنت بمثابة التواجد في ملعب مباراة نهائي كأس العالم وبالتالي يمكن ان تقوم بأفعال لا يراها الجميع في نفس الوقت ولكن بعد اعادة التسجيل من زواية مختلفة يمكن اظهار كامل تصرفاتك وبكل وضوح اذا تطلب الامر،
وكل ما نقوم به من محاولة تخفي هي تعتبر محاولة يائسة في الغالب، وبمجرد الدخول الى الشبكة العنكبوتية تعتبر معرّض للكثير من الثغرات التي تسمح لشركات الانترنت والشركات المصنعة للاجهزة ومصممي التطبيقات وغيرهم الكثير من الاطلاع على معلوماتك وخصوصياتك بكل سهولة
(الخصوصية بين المستخدم والتطبيقات)
عندما نبحث قليلاً عن الفوائد الربحية للتطبيقات يتبادر الى الذهن الكثير من الاستفهامات، فعلى سبيل المثال نجد تطبيق مثل (الواتساب) يعتبر الاكثر انتشارا وشهرة في العالم والشركة المالكة لهذا التطبيق جاهده في تقديم افضل الخدمات والتحسينات بأستمرار، وذلك بوجود موظفين على مدار الساعة لأصلاح اي مشكلة او عطل طارئ،
كل هذه الامكانيات في الوقت الذي يعتبر التطبيق غير ربحي بالمفهوم العام، بمعنى انه لا يطالب بأي مبالغ مالية للاستخدام ولا يقوم بعرض اي دعايات تجارية للخروج بفائدة مادية، رغم انه بحاجة الى مبالغ كبيرة لتسديد فواتير الشركة مثل رواتب الموظفين وحجز السيرفرات والكثير من الامور التي تحتاج الى اموال طائلة لاستمراريتها، ومع كل هذا تم بيع التطبيق الى شركة الفيسبوك بمبلغ حوالي 22 مليار دولار،
وهنا يأتي السؤال:
كيف تستفيد مثل هذه الشركات وغيرها من تصميم وادارة التطبيقات المجانية؟
لماذا يصل سعر مثل هذه التطبيقات المجانية الى هذه المبالغ الخيالية؟
والاجابة وبكل سهولة بأن معظم التطبيقات تستفيد في الدرجة الاولى من بيع معلومات المستخدم للحكومات والشركات بأسعار تتفاوت بحسب اهمية الشخص،
ولهذا نجد ان كلما ازداد مستخدمي وشهرة التطبيق كلما تضاعفة قيمتة السوقية.
ولا يهتم الكثيرون بهذا النوع من الخصوصية لإعتقادهم بأن الخطر يكون فقط على السياسيين والارهابيين والمجرمين وغيرهم من المطلوبين امنياً لبعض الدول، وهذا مفهوم خاطئ لأن اغلب مصممي مثل هذه التطبيقات يستفيدو من بيع معلومات كل من يستخدم تطبيقاتهم وذلك للشركات التجارية التي بدورها تستفيد من هذه المعلومات لعمل دراسات استراتيجية للتسويق لمنتجاتها بطريقة او اخر ، ونجد بأن اغلب التطبيقات تبدأ بشكل خدمي مجاني حتى تمتلك عدد كبير من المستخدمين وتضمن ادمانهم على تطبيقاتها ومن ثمة تبدأ بأدراج التحديثات ذات الاتفاقيات الجديدة وطلب الموافقة عليها حتى تتمكن من بيع معلوماتك رسمياً ودون اي مسائلة قانونية بعد ان تضمن عدم القدره على الاستغناء عن مثل هذه التطبيق وذلك مثل ما حدث مؤخرا في تطبيق (سناب شات) الذي احدث ضجة وقتية لم تأثر على التطبيق ومستخدمية فعلياً،
ولا يقف الحال عند هذه النوعين من التجارة المعلوماتية بل يوجد الكثير من التطبيقات التي يصممها اصحابها بهدف النصب على المستخدمين واستدراجهم لتحويل اموال او غيرها من امور الابتزاز، وهي تطبيقات صغيرة مثل الالعاب وتطبيقات الادعية وغيرها التي يمكن الوثوق بها لعدم الاعتقاد بأن تكون من التطبيقات الخبيثة والتي بدورها تحول جهازك الى اداة مراقبة بكل الوسائل المتاحة مثل تحديد الموقع والتقاط الصور عبر الكامرتان ان وجدت وتسجيل الصوت وسحب كل معلومات المستخدم الى سيرفراتهم الخاصة، رغم ان اداء التطبيق لا يحتاج الى كل هذه الصلاحيات،
وهنا يكمن الخطر الفعلي على المستخدم.
(الخصوصية بين المستخدم والعامة)
هذا النوع من الخصوصية يعتبر الاهم لدى الكثير من المستخدمين وهي المعلومات التي يمكن للجميع الوصول اليها او ممن يملك الخبره البسيطه في مجال التقنية وهي غالباً ما تكون بسبب جهل المستخدم في اعدادات خصوصية التطبيق،
مثل السماح للجميع بمشاهدة كل ما تقوم به في صفحتك الخاصة من اعجابات ومنشورات وصداقات جديدة وحتى معلوماتك الخاصة داخل الفيسبوك مثل رقم الهاتف والايميل.
خلاصة الحديث
بعد ان علمنا بأننا مراقبين بطريقة او اخرى سواء قبلنا او رفضنا هنا تأتي مسؤولية المستخدم في المحافظة على خصوصيتة وذلك بتثقيف نفسه في معرفة مثل هذه الثغرات ومحاولة فهم طريقة التعديل على الخصوصية لكل تطبيق اذا امكن،
وبوجود كم هائل من المواضيع في مواقع الانترنت تشرح لنا كيف يمكن ان نحمي خصوصيتنا بالطرق الممكنه، يمكن الاستفاده منها ومعرفة انواع التطبيقات قبل تحميلها وتثبيتها والموافقة على شروطها، وذلك بقرائة الصلاحيات لكل تطبيق قبل تثبيتها وان كانت باللغة الانجليزية يمكن استخدام تطبيقات الترجمة الموثوقة وترجمة الصلاحيات المستخدمة من قبل التطبيق والشروط قبل الموافقة عليها،
الكثير من التطبيقات الضخمة مثل الفيسبوك وتويتر وسناب شات وغيرها يتم تحديثها بناء على موقع تواجدك وفي الاغلب يكون هذا التحديث هو بسبب التعديل على الخصوصية ومنح صلاحيات اعلى للتطبيق.
في النهاية
لإستخدام آمن تعامل مع التقنية كما انك في مكان عام يشاهدك الجميع لا كما تعيش في منزلك.